ديليسبس تسبب في مقتل 120 ألف مصري خلال حفر قناة السويس
التصحيح
من
لا يتوافر حتى الآن أرقام دقيقة حول عدد الضحايا من العمال المصريين خلال حفر قناة السويس في الفترة ما بين 1859 حتى عام 1869، ويجد عدد من المؤرخين في تقدير ضحايا الحفر بـ 120 ألف عامل مبالغة كبيرة، إذ كان عدد سكان مصر في حينها 4 مليون شخص، كما لا يمتلك أيّ مصدر رسمي إحصاءً بذلك.

جاء تصريح عبد الحكيم عبد الناصر خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "حقائق وأسرار" مع الإعلامي مصطفى بكري على فضائية صدى البلد.



❓لماذا يثار قضية ضحايا حفر قناة السويس الآن؟
تصريح عبد الحكيم عبد الناصر، جاء رفضًا لما أثير عن نوايا الحكومة المصرية ترميم تمثال ديليسبس، مؤسس وصحاب فكرة حفر قناة السويس، ووضعه في متحف القناة بالإسماعيلية بجانب تمثال فلاح مصري يرمز لمن حفروا قناة السويس.


❓هل الأعداد المتداولة عن ضحايا حفر القناة دقيقة؟
◀️ لا... ولعدة أسباب ذكرها مؤرخون:
🔹 أمدّت الحكومة المصرية شركات قناة السويس بالفلاحين المصريين للعمل بالسخرة في حفر المجرى الملاحي، لمدة خمس سنوات فقط من عمر المشروع، الذي امتد لعشر سنوات، بحسب الكاتب المؤرخ عباس الطربيلي، وبعدها أصدر الخديو إسماعيل قرارًا بمنع توريد الحكومة المصرية الفلاحين إلى الشركة.

🔹 اضطرت إدارة شركة القناة إلى جلب العمالة من إيطاليا واليونان وبعض البلدان الأخرى، وكان تدفع لهم أجرًا أعلى من أجر العامل المصري.

🔹 اعتماد الشركة خلال الحفر على التبادل الشهري للفلاحين، وانتهت المرحلة الأولى من الحفر على أيدي 180 ألف فلاح مصري حفروها بالمعاول والفؤوس خلال عشرة أشهر، وذلك بحسب كتاب السخرة في حفر قناة السويس للدكتور عبد العزيز الشناوي.

🔹 ولكن ذلك لا ينفى وفاة أعداد كبيرة من الفلاحين المصريين خلال الحفر.


❓ما هي أسباب وفاة عدد كبير من الفلاحين المصريين خلال حفر القناة؟
🔹 إدارة شركة قناة السويس كانت تجلب المياه لمناطق الحفر على ظهور الجمال، مما تسبب في موت الفلاحين عطشاً.
🔹 شهدت مصر موجة برد قارسة فى شتاء 1863-1864، وهبطت درجة في بعض مناطق الحفر إلى تحت الصفر، وأمطرت السماء ثلجًا في منطقة الشلوفة، وكان يعمل فيها 47 ألف عامل مصرى، ولم تكن هناك وسيلة لحماية العمال المصريين من البرد، وباتوا فى العراء، ولم توزع عليهم الشركة ما يقيهم من البرد سوى كميات من الخشب يوقدونها ليلاً للتدفئة.
🔹 أصيب عدد كبير من العمال خلال الحفر بوباء الكوليرا ولكنه ظل العدد غامضًا حتى الآن، بسبب حالة التكتم التي فرضتها الشركة على مناطق الحفر.


❓ولماذا الغضب من إعادة تمثال ديليسبس؟
◀️ يعتبر أهال السويس ومدن القناة وبعض المؤرخين إن تمثال المهندس فرديناند ديليسبس رمزًا للاستعمار، وهو من تسبب في قتل عدد غير معروف من الفلاحين المصريين خلال حفر قناة السويس.


❓من هو ديليسبس؟
🔹 فرديناند ديليسبس هو مهندس فرنسي، صاحب فكرة إنشاء قناة لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، ولكن هذه الفكرة قوبلت بالرفض في عصر الخديوي عباس.
🔹 لم يستسلم المهندس الفرنسي لذلك وعاود، طرح الفكرة مرة أخرى في عصر سعيد باشا حاكم مصر آنذاك، والذي منح ديليسبس فرمان حفر القناة ومدة الامتياز 99 عامًا.


❓كيف بدأ الحفر في قناة السويس؟
🔹 في عام 1858 تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، وحصلت على امتياز حفر قناة وتشغيلها.

🔹 أشارت الدراسة التجريبية إلى ضرورة إزالة:
📍 2,613 مليون قدم مكعب من التراب.
📍 600 مليون من اليابسة.
📍 2,013 مليون تكريك من المياه.
📍 200 مليون فرنك هي كلفة المشروع.

🔹 في 25 أبريل عام 1859 بدأ حفر المجرى الملاحي لقناة السويس، واستمر لمدة عشر سنوات، حفر خلالها الفلاحون المصريون بسواعدهم مسافة تقدر 160 كيلومتراً. وكان المهندسون الأجانب يستدعون الفلاحين على دفعات، 20 ألف فلاح كل عشرة أشهر.

🔹 في 17 نوفمبر 1869 تدفقت مياه البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر وافتتحت قناة السويس للملاحة العالمية.


❓وماذا عن تمثال المهندس الفرنسي؟
🔹 بعد الانتهاء من حفر القناة الجديدة شُيد تمثال للمهندس فرديناند ديليسبس، تكريما لدوره البارز في المشروع، دون الالتفات إلى دور الفلاحين المصريين ومن فقدوا أرواحهم خلال حفر المجرى الملاحي للقناة.
🔹 في عام 1956 أعلن الرئيس جمال عبد الناصر، تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، ووضعت الحكومة المصرية يدها على القناة، وهو ما تسبب في العدوان الثلاثي على مصر.
🔹 بعد انتهاء العدوان، وجد الفدائيون أعلام فرنسا وإنجلترا معلقة على تمثال المهندس ديليسبس، وهو ما أثار غضبهم فدمروا التمثال، ونُقلت بقاياه إلى مخزن الترسانة البحرية في هيئة قناة السويس، ويقبع ما تبقى منه هناك حتى الآن.