كيف تتهم إسرائيل حركة الجهاد بقصف مستشفى المعمداني بأدلة مزيفة؟
تسجيل صوتي مُحرف.. ويتناقض مع خرائطهم للموقع المزعوم لإطلاق صواريخ الجهاد
التصحيح
من
🔴 نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، تسجيلا صوتيًا عبر حسابه على موقع "X" تويتر سابقًا، وزعم أنها محادثة "دارت بين عناصر حماس بخصوص فشل عملية إطلاق صاروخية قامت بها حركة الجهاد الإسلامي على المستشفى الأهلي المعمداني بتاريخ 17 أكتوبر 2023"، واعتبر الجيش الإسرائيلي ذلك دليلًا على أن الطيران الإسرائيلي لم يقصف المستشفى، ولكن أحد صواريخ حركة الجهاد.

◾ وكانت السلطات الصحية في قطاع غزة قد أعلنت أن الطيران الإسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي المعمداني، في وسط القطاع، ما أسفر عن سقوط أكثر من 500 شخص ما بين قتيل وجريح، ولم تعلن حتى الآن الأعداد النهائية.

◾ ولكن الجيش الإسرائيلي رد على ذلك، بأن طائراتهم لم تستهدف المستشفى، وزعم أن إحدى قذائف حركة الجهاد الإسلامي الموجهة نحو البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة، سقطت بالخطأ على المستشفى، ونفى مسؤوليته تمامًا عن الحادث، وبدأ في بث الكثير من الفيديوهات التي تثبت صحة روايته.

⚠️ دقق صحيح مصر، ترجمة المكالمة باللغة الإنجليزية، ليجد أنها حملت تحريفًا لحديث عناصر حماس المزعومة، كما أن تلك المكالمة، والتي يدعي أحد عناصر حماس المزعومين أن صاروخ الجهاد أنطلق من المقابر الموجود خلف المستشفى، يتنافى مع خريطة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، يحدد فيها موقع آخر يزعم أنه موقع إطلاق الصاروخ من حركة الجهاد نحو المستشفى.

🔴 ترجمة مُحرفة

◾ بالتدقيق في المكالمة والترجمة الإنجليزية المصاحبة لها التي نشرها هاجاري، نجد تغييرًا في محتوى المكالمة ليعطي دلالة أخرى، إذ يقول أحد أطراف المكالمة في الدقيقة 1:02، معقبًا على الشائعات أن القصف كان نتيجة وقوع شظايا صاروخ للجهاد الإسلامي، وهي الرواية التي تبنتها إسرائيل بعد وقوع الحادث: "فبيقلك تبع صواريخ الجهاد الإسلامي".

◾ في حين كانت الترجمة: "we are saying it belongs to the Palestinian Islamic Jihad" والتي تعني "نحن نقول أنها تابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية" وهو تحريف للسياق من كون المتحدث ينقل معلومات سمعها إلي كونه يصرح ويؤكد أن هذا هو ما حدث.

◾ بجانب ذلك، وبالرغم من لهجة المتحدثين الفلسطينية الواضحة في المكالمة، إلا أن التسجيل لا يحمل أي دليل على أن هؤلاء الأشخاص من عناصر حماس والجهاد الإسلامي كما زعم هاجاري.

🔴 تضارب موقع الهجوم

◾ فيما نشر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية عبر حسابه على تويتر صورة لموقع إطلاق صواريخ الجهاد الإسلامي التي رصدتها رادارات الجيش الإسرائيلي والتي تتناقض مع ما جاء في المكالمة المزعومة.

◾ إذ ذكر المتحدثان في المكالمة أن "موقع الإطلاق كان بالقرب من المستشفى المعمداني عند المقابر المجاورة لها"، في حين تُظهر الصورة التي نشرها أدرعي بمحاذاة شاطئ البحر المتوسط في حين موقع الإطلاق المزعوم في الفيديو بالقرب من شارع صلاح الدين الذي يتوسط قطاع غزة.

◾ وتظهر صور الأقمار الصناعية موقع المقابر -موقع الإطلاق المزعوم في التسجيل الصوتي- خلف المستشفى بالقرب من شارع صلاح الدين الشهير، وتحديدًا بين شارع المؤسسة وشارع الشيخ منصور، وبمواجهة مسجد كاتب الولاية، في حين يظهر موقع إطلاق الصواريخ في الخريطة التي نشرها أدرعي بمحاذاة الشاطئ مع حدود غزة المائية في الجنوب بالقرب من البحر المتوسط، والتي تبعد كثيرًا عن موقع المقابر، وهو ما يشكك في صحة الموقعين.

🔴 تضارب هوية المتحدثين

◾ تناقل المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي هذا التسجيل، ولكن مع تضارب في هوية المتحدثين المزعومة، إذ قال أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، إن المكالمة بين ناشط سابق في حماس وبين أحد سكان القطاع.

◾ في حين قال هاجاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الإنجليزية، إن المحادثة دارت بين عناصر حماس.

◾ وغرد روعي كايس، مراسل هيئة الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية (كان 11)، محددا أن أطراف المكالمة: "عنصر من حماس وعنصر من الجهاد الإسلامي".

🔴 فيديوهات مُضللة

◾ كما نشرت حسابات رسمية تابعة للخارجية الإسرائيلية وصحفيون إسرائيليون عدة فيديوهات، وزعموا أنها لحظة إطلاق حركة الجهاد قذائف صاروخية سقطت بالخطأ على المستشفى الأهلي المعمداني، ولكن البحث العكسي أظهر أن هذه الفيديوهات قديمة وليست لها علاقة من قريب أو بعيد باستهداف المستشفى.