ماذا يحدث في معبر رفح؟ ضربات الطيران الإسرائيلي استهدفت الجانب الفلسطيني وتسببت في إيقاف العمل
التصحيح
من
🔴 يشن طيران الاحتلال الإسرائيلي، منذ أمس، غارات على معبر رفح البري، بين مصر وقطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استقبال المعبر لعربات الإسعاف المحملة بالمصابين والحالات الإنسانية القادمة من القطاع، الذي يتعرض لقصف عنيف من طائرات جيش الاحتلال على مدار الأيام الماضية.

⚠️ في هذا التقرير يحاول صحيح مصر، بناء صورة عن الوضع داخل المعبر، منذ أمس، من خلال شهود العيان، وخرائط الأقمار الصناعية، والفيديوهات المصورة بالموبايل.

يقع معبر رفح على الحدود الفاصلة بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، ولا يفصل بين الجانب المصري والفلسطيني سوى مسافة قصيرة لا تتعدى 100 متر.

🔴 القصف الأول:

◾ بعد إطلاق حركة حماس لعملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من قصف الطيران الإسرائيلي لقطاع غزة، بدأ المعبر في استقبال المصابين وسيارات الإسعاف بكثافة، وسمحت السلطات المصرية بعبور الفلسطينيين من حملة تأشيرات الدخول قبل يوم 7 أكتوبر الجاري، ويقول شاهد عيان من أهل سيناء: "المعبر كان شغال ومش مقفول لغاية قبل الضرب، بس كان شغال اتجاه واحد للقادمين من رفح الفلسطينية وغزة نحو الدخول للأراضي المصرية".

◾ أمس، في الساعة الرابعة مساء تقريبًا، قصفت طائرات الاحتلال المعبر، وبمطابقة فيديو مصور بالموبايل للحظة قصف المعبر، بصور الأقمار الصناعية، يظهر أن القذيفة سقطت بالجانب الفلسطيني بالقرب من بوابة العبور بين الجانبين. ويؤكد المصدر ذلك، إذ يقول إن طائرات إسرائيل قصفت بوابة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ودمرت الطريق الإسفلتي الممتد بين المعبرين.

◾ لم تكتف طائرات الاحتلال بقصف المعبر فقط، ولكن أيضًا قصفت سيارات إسعاف كانت تنقل المصابين على الطريق الواصل بين غزة ورفح الفلسطينية "موقع المعبر"، وأصبح الطريق بين "غزة - رفح" غير آمن لنقل المصابين والحالات الإنسانية، بحسب مصدر من داخل رفح الفلسطينية.

◾ وأظهرت صور متداولة من داخل المعبر تلفيات في صالة الوصول داخل الجانب المصري، وأوضح مصدر حكومي مسؤول في محافظة شمال سيناء، إن "الضرر حصل في صالة استراحة المسافرين ما قبل الدخول إلى صالة الأختام، وكان بسبب تطاير شظايا قصف الطيران للجانب الفلسطيني من المعبر، وأحدثت تلك الشظايا ضررًا جزئيًا في الصالة وسقفها المعلق" وأكد أن مازال حتى الآن أساسات المعبر من الجانب المصري سليمة، ويمكن أن يعمل المعبر من الجانب المصري بكل كفاءة.

◾ ويقول شاهد عيان من أهل غزة لصحيح مصر: "رغم إن قذائف الاحتلال سقطت في الجانب الفلسطيني ولكن تأثيرها امتد للجانب المصري وأحدث تلفيات في المعبر المصري بسبب قرب المسافة بين الجانبين".

◾ في الثامنة مساء، توقف المعبر عن العمل، بسبب الضرر الذي لحق بالجانب الفلسطيني، بجانب المخاوف من تجدد القصف الإسرائيلي مرة أخرى، وعملت إدارة المعبر المصري على نقل الاتوبيسات والباصات التي تستخدم للتنقل بين مصر وقطاع غزة، إضافة إلى السيارات الحكومية، إلى جوار مدرسة "الماسورة" الابتدائية.

◾ وتظهر خرائط جوجل أن مدرسة الماسورة الابتدائية تقع في الطريق الواصل بين معبر رفح ومدينة الشيخ زويد داخل محافظة شمال سيناء، ويقول المصدر، المدرسة مكان آمن لنقل محتويات المعبر وخاصة أنها بالقرب من موقع أحد أكمنة القوات المسلحة.

◾ فيما نُقلت سيارات الإسعاف المصرية وعددهم حوالي 12 سيارة إلى منطقة قرب قرية أبو طويلة التابعة للشيخ زويد، بحسب المصدر.

◾ وقبل إغلاق المعبر، نُقل بعض الجرحى والمصابين من ضحايا القصف الإسرائيلي عبر 4 سيارات إسعاف مصرية إلى مستشفيات شمال سيناء والإسماعيلية، بحسب وكالة معًا ومصدر لصحيح مصر.

🔴 القصف الثاني:

◾ في صباح اليوم الثلاثاء 10 أكتوبر، أعلنت وزارة الداخلية في غزة، أنها تلقت تحذيرًا من السلطات المصرية بضرورة إخلاء معبر رفح وسط تهديدات بتوجيه قوات الاحتلال لضربة جديدة للمعبر.

◾ وفي الساعة 11 صباحًا تلقى المعبر ضربة جديدة من الطيران الإسرائيلي، وأصبح الجانب الفلسطيني غير قادر على تقديم أي خدمات تسمح باستمرار العمل داخل المعبر، وذلك بحسب مصدر حكومي في محافظة شمال سيناء، والذي يقول: "بوابة دخول المعبر نفسها من ناحية رفح الفلسطينية تعرضت لضرر كبير ومبقتش حاليا عندها قدرة يمر منها أى سيارات".

◾ وتظهر فيديوهات مصورة للحظات القصف تكدس العالقين الفلسطينيين بالقرب من بوابة المعبر، محملين بأغراضهم وحقائبهم في انتظار العبور، ونشر موقع مدى مصر أن العالقين عادوا إلى مدينة العريش، حيث استقبلهم أهالي المدينة في منازلهم.

🔴 المساعدات الإنسانية:

◾ على جانب آخر، نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن إسرائيل حذرت مصر من دخول أي مساعدات لقطاع غزة، مهددة باستهداف أي شاحنات تحمل أي مساعدات للقطاع، ونشرت حساب باسم "سيناء" على تويتر، وهو مختص بتغطية الأحداث في شمال سيناء، فيديو يُظهر انسحاب عربات وشاحنات من محيط المعبر، وأكدت الصفحة أنها شاحنات المساعدات المصرية تنسحب من المعبر بعد التهديد الإسرائيلي.

◾ ولكن وسائل إعلام تابعة للحكومة المصرية، نشرت أن توجهيًا صدر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بجمع المساعدات والاغاثات تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة، هذا فيما بدأ التحالف الأهلي في العمل على تنظيم قافلة مساعدات إغاثية لأهالي قطاع غزة.

🔴 القصف الثالث:

◾ ونشر موقع مدى مصر في الساعة الخامسة مساء اليوم، أن إسرائيل قصفت المعبر وتحديدًا الجانب الفلسطيني للمرة الثالثة في أقل من 24 ساعة، وأسفر القصف الأخير عن إصابة ثلاثة فلسطينيين.

◾ فيما قال مصدر حكومي لصحيح مصر، أن بعد الضربات التي تعرض لها المعبر اليوم أصبح غير قادر عن العمل، وغير جاهز لاستقبال العابرين أو الحالات الإنسانية، وخاصة أن الجانب الفلسطيني متضرر بشكل بالغ.

◾ وكان قد أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، فجر السبت الماضي، عن بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" على منطقة تسمى غلاف غزة والتي أدت إلى مقتل حوالي 900 إسرائيليًا وإصابة حوالي 2156 آخرين.

◾ وبدأت إسرائيل عملية عسكرية في قطاع غزة، واستدعت حوالي 300 ألف من جنود الاحتياط، وعملت على محاصرة القطاع بحريًا وجويًا، وتم قطع إمدادات الغذاء والمياه. وتسبب القصف الإسرائيلي للقطاع في مقتل 830 شهيدا وإصابة 4250، حتى الآن.

◾ وقال محمود شلبي، مدير جمعية المساعدة الطبية الخيرية للفلسطينيين في غزة، لبي بي سي، إن المستشفى الرئيسي في غزة يعجز أمام تدفق الضحايا جراء القصف الإسرائيلي، وأن الطواقم الطبية غير قادرة على التعامل مع كافة المصابين.