من البحر الكاريبي إلى امبابة.. كيف تسللت خرافات تشارلي إلى مدارسنا؟
التصحيح
من
🔴 يوم الخميس الموافق 8 ديسمبر الجاري، حاولت طالبات إحدى المدارس الخاصة في إمبابة، تجربة لعبة "تشارلي" داخل حمام المدرسة، ولكن ذلك سبب حالة من الفوضى، وخرجت الطالبات من أبواب المدرسة يتملكهن الخوف والرعب، وتعرضت بعضهن للإغماء، وانتشرت الكثير من الروايات عما حدث، واختلطت الحقيقة بالخرافات والوهم.

❓ ماذا حدث؟
◾ يقول مصدر في إدارة إمبابة التعليمية لصحيح مصر، إن يوم 8 ديسمبر ورد إليهم تقريرًا باندلاع فوضى وصراخ ومشاجرات بين الطالبات في إحدى مدارس إمبابة، وتعرضت ثلاث طالبات في الصف الثالث الإعدادي للإغماء داخل الحمام، وسرعان ما انتشر الخبر بين أولياء الأمور الذين تجمعوا أمام المدرسة.

◾ تقول إحدى الطالبات في التحقيق، إنها كانت متواجدة في حمام المدرسة، بينما كان بعض زميلاتها في الصف الثالث الإعدادي، قررن تجربة لعبة تشارلي داخل الحمام، وادعت إحدى الطالبات المشاركات في اللعبة أنها شاهدت روح أو جن داخل الحمام بعد رسم مجموعة طلاسم على ورقة بيضاء، مما سبب حالة من الفوضى.

❓ ما هي لعبة تشارلي؟
⬛ لعبة "تشارلي" واحدة من الألعاب الخرافية المنتشرة بين المراهقين والأطفال على الإنترنت، وتهدف لاستدعاء روح تدعى "تشارلي" وتوجيه لها الأسئلة، وتبدأ التجربة بتقسيم صفحة فارغة إلى أربع مربعات، كل منها تحتوي على إجابة بنعم أو لا، ثم وضع قلمين من الرصاص على شكل صليب أو علامة زائد.

⬛ ثم يجرح إحدى اللاعبين نفسه، ويرسم على الورقة طلاسم باستخدام دمه، ويبدأ في قراءة تعويذة لاستعداء روح "تشارلي" ثم ينادي اللاعب على الروح قائلا: "تشارلي.. تشارلي.. هل أنت هنا؟، وقتها -بحسب الخرافة- يتحرك رأس القلم الرصاص نحو كلمة "نعم"، ويبدأ اللاعب بتوجيه أسئلة إلى روح تشارلي، وينتظر الإجابة عبر تحرك القلم الرصاص نحو كلمة "نعم" أو كلمة "لا"، ولكن بحسب الأسطورة لا يجيب تشارلي على أيّ أسئلة متعلقة بـ"الحب والموت والمال".

⬛ في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي في يونيو 2021، فسرت كاتبة القصص العلمية لموقع ساينتفيك أمريكان اليزابيث باليرمو، تحرك أقلام الرصاص بأنه بالأساس ظاهرة علمية، ولا أساس لرد الأرواح على اللاعبين عبر حركة الأقلام.

◾ وأشارت إلى أن الأقلام الرصاص لا تتوازن جيدًا في نقطة تقاطع كل قطعة مع الأخرى، وعلميًا الهيكل غير المستقر لا بد أن يتحرك حتى مع عدم وجود هواء أو رياح بشكل بسيط.

◾ إذا الأمر مرتبط بالأساس بعوامل فيزيائية وبفعل الجاذبية، لأن وضع قلمين فوق بعضهما لابد أن يؤدي حتما إلى حركة القلم الذي في الأعلى بعد ثواني قليلة، بسبب انزلاقه استجابة لقواعد الجاذبية، ونتيجة أي نسمة هواء ولو من تنفس اللاعبين. وأن أي ادعاءات أخرى فهي من وحي عقول اللاعبين، بحسب ما نشرته قناة الجزيرة.

❓ كيف وصلت تشارلي إلى إمبابة؟
◾ تقول إحدى الطالبات المشاركات في التجربة -بحسب ما نقله مسؤول في الإدارة التعليمية عن أوراق التحقيق- أنهن شاهدن تلك اللعبة في فيديوهات على يوتيوب وتيك توك، والفضول دفعهم لتجربتها.

◾ بدأ الانتشار الواسعة لتشارلي على الإنترنت عام 2015، ووصل التغريد بهاشتاج #CharlieCharlieChallenge لأكثر من 1.6 مليون مرة في شهر واحد فقط، ما بين شهري أبريل ومايو 2015.

◾ ورغم عدم وجود أصل موثق لنشأة اللعبة، ولكن يشير تقرير لصحيفة واشنطن بوست أن اللعبة خرجت من إحدى البلدان المتحدثة باللغة الإسبانية، ويرجح التقرير أنها انتشرت بين أجيال متعددة من الأطفال في إحدى تلك البلدان قبل أن تصل إلى الإنترنت، وأنها خرافة تاريخية عميقة وليست وليدة الانتشار على الإنترنت.

◾ ترجح واشنطن بوست أن انتشار اللعبة على الإنترنت جاء بعد تقرير تليفزيوني نشرته إحدى القنوات المحلية في دولة جمهورية الدومينيكان، إحدى دول البحر الكاريبي، وتحدث التقرير عن انتشار "تشارلي" بين طلاب المدارس هناك، وبعدها بدأ البحث عن اللعبة على تويتر وانستجرام في الدومينيكان قبل أن تنتشر بين البلدان المتحدثة باللغة الإسبانية ثم واصلت انتشارها بين مراهقي وأطفال بلدان العالم.

❓ كيف انتهت قضية إمبابة؟
⬛ قررت المدرسة والإدارة التعليمية التنازل عن المحضر، حفاظًا على مستقبل الطالبات -بحسب تصريحات مسؤول بالإدارة- وذلك بعد توافق بين القيادات الأمنية والإدارة التعليمية وإدارة المدرسة، واجتمعت القيادات الأمنية بأولياء أمور الطالبات وحذرتهم من تكرار أبنائهم للعبة مرة أخرى داخل المدرسة، وإنه سيوجه لهن في المرة القادمة تهمة إثارة الشغب.

⬛ أغُلقت القضية بشكل أمني، ولكن تظل اللعبة منتشرة على الإنترنت، وتظل الأوهام والخرافات عالقة في أذهان طالبات المدرسة، بدون تعامل نفسي أو اجتماعي مع الحادث وتبعاته، وخاصة أن بعض التقارير الصحفية تشير أن عادة تظل تلك الأوهام تطارد اللاعبين بعد تجربة اللعبة، وخاصة أن أسطورة اللعبة تقول إن "روح تشارلي تظل تطارد اللاعبين إن لم يغلقوا اللعبة بتحية لائقة بتشارلي".