من أفرج عن الجهاديين بعد ثورة 25 يناير؟
التصحيح
من
🔴 طرحت مسلسلات رمضانية -وصف القائمون عليها أحداثها بالواقعية- زي مسلسل "الاختيار 3" و"بطلوع الروح"، وقائع الإفراج عن أعضاء الجماعات والتنظيمات الجهادية بعد ثورة 25 يناير 2011، وحملت تلك المسلسلات المسؤولية للسنة اللي قضتها جماعة الإخوان المسلمين في حكم مصر.. هل ده حقيقي؟

✅ الحقيقة أن رغم تحمل محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين مسؤولية الإفراج عن بعض الجهادين اللي توجهوا لسوريا، زي أبو العلا محمد عبد ربه المدان باغتيال الكاتب فرج فودة عام 1992، واللي أعلنت وسائل الإعلام مقتله في غارة على تنظيم داعش في سوريا في 2017.

⬛ ولكن ليسوا وحدهم، أيضا أفرج المجلس العسكري -الحاكم للبلاد بعد ثورة يناير- عن عدد كبير من الجهاديين، ومنهم الجهادي عبد العزيز موسى الجمل، اللي حصل على براءة من المحكمة العسكرية بعد إعادة محاكمته بموافقة من وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، يوم 19 مارس 2012، وبعد خروجه من السجن سافر إلى سوريا وكان قائد الجناح المسلح لتنظيم القاعدة في سوريا، وكان يكنى "أبو خالد المصري".

⬛ كمان خلال عهد مرسي، صدق عبد الفتاح السيسي كوزير للدفاع على قرارات الإفراج عن بعض الجهاديين بعد إعادة محاكمتهم عسكريًا، ومنهم أحمد سلامة مبروك، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد في السبعينات، وبعدما سُمح له بالخروج أصبح قائد تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، وقُتل في غارة أمريكية في سوريا عام 2016.

🔴 وعشان محدش يضحك عليك، تتبعنا قرارات العفو المنشورة بالجريدة الرسمية وقرارات الإفراج الاستثنائية، بجانب الاستعانة بتحقيق لمدى مصر بعنوان: "من فك آسر الجهاديين"، وكتاب "خريطة العدالة الانتقالية في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011"، لرصد قرارات العفو الصادرة للجهاديين بعد ثورة 25 يناير، ومن يتحمل مسؤوليتها بدقة.

⬛ بعد تتبع قرارات العفو الرئاسي اللي صدرت من 2011 وحتى 2013، قسمنا تلك المرحلة فترتين: الأولى خلال فترة المجلس العسكري من 25 يناير 2011 إلى 30 يونيو 2012، والفترة الثانية خلال حكم مرسي من 30 يونيو 2012 إلى 30 يونيو 2013.

⬛ وقبل ثورة 25 يناير، بلغ العدد التقديري للمعتقلين السياسيين بالسجون ما بين 5 إلى 10 آلاف معتقل، ووحسب تقرير مدى مصر، "أغلبهم كانوا من المنتمين للتيارات الإسلامية، والجهاديين"، سواء مدانين بأحكام قضائية أو خاضعين للحبس الإداري في السجون -حبس مفتوح المدة بدون أحكام.

1️⃣ في حكم المجلس العسكري
▪️ تولى المجلس العسكري الحكم عقب تنحي مبارك، وخلال سنة ونصف أصدر خلالهم حوالي 10 قرارات عفو عن السجناء السياسيين والمتهمين في قضايا إرهاب.

▪️ أرقام قرارات العفو الصادرة من المجلس العسكري برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، واللي بدأت في شهر مارس 2011 وانتهت في أبريل 2012، هي "27، 70، 144، 159، 181، 202، 214، 313، 191".

▪️ أول قرارات المجلس العسكري بالعفو الرئاسية كانت المرسوم 27 لسنة 2011 ، وأفرج وقتها المجلس العسكري عن 60 سجينًا من أعضاء الجماعة الإسلامية والجماعات الجهادية، وكان في طليعة المفرج عنهم عبود وطارق الزمر.

▪️ وهو المرسوم اللي أصدرت هيئة مفوضي الدولة بالمحكمة الإدارية العليا، تقريرا في يناير 2014 أوصت فيه ببطلانه، وأن قرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بالعفو عن قيادات الجماعة الإسلامية والحركات الجهادية غير سليم لعدة أسباب.

⬛ تقرير هيئة مفوضي الدولة وصف مرسوم المجلس العسكري أنه تضمن العفو على طائفتين أساسيتين:

➖ الأولى: تتمثل في المحكوم عليهم من محاكم الجنايات في جرائم تنوعت ما بين القتل والشروع في القتل والسلاح والتجمهر والتزوير والاتفاق الجنائي وفك الأختام والتزوير، ويمثل الإفراج عنهم خطورة بالغة على المجتمع والسلم العام، في ظل عدم التحقق من مدى عدولهم عن السلوك الإجرامي وعودتهم إلى الفطرة الإنسانية السليمة.

➖ المجموعة الثانية: تتمثل في المحكوم عليهم من المحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة العليا، وهم من تذرع المجلس العسكري بكونهم من السجناء السياسيين، وأن في العفو عنهم مراعاة لاعتبارات سياسية، إلا أن أيا من المعفى عنهم بموجب هذا القرار والذين تمت إدانتهم من قبل المحاكم العسكرية أو محاكم أمن الدولة، لا يمكن أن ينطبق عليه وصف السجين السياسي، ولا يمكن القول أيضا بأن جريمته جريمة سياسية.

⬛ سمحت قرارات المجلس العسكري المتتالية بخروج 103 مسجون أغلبهم من الإسلاميين، من بينهم أعضاء من تنظيم الجهاد، والجماعة الإسلامية، وحزب الله المصري، وتنظيم الوعد، وتنظيم الناجون من النار، وعدد من الخلايا والتنظيمات المتطرفة الأخرى.

⬛ لم تكن قرارات العفو هي كل شيء، أفرج المجلس العسكري عن عدد كبير من المعتقلين الإسلاميين والجهاديين ممن كانوا تحت بند "الحبس الإداري"، وهو حبس بدون محاكمة لعدد من المتهمين بالتورط في العمليات الإرهابية في التسعينات، ولم تثبت عليهم الإدانة.

▪️ بالإضافة لكده، قبل المجلس العسكري تظلمات الإسلاميين والجهاديين من أحكام المحاكم العسكرية في عهد مبارك، وأعاد محاكمتهم وبناء عليها أفرج على عدد كبير منهم، زي مثلا محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

▪️ كمان حصل بعض الجهادين على قرارات بالعفو الصحي من النائب العام، زي نبيل المغربي المتهم في قضية اغتيال السادات.

❓ مين أبرز الجهاديين اللي أفرج عنهم المجلس العسكري؟
▪️ عبود الزمر وطارق الزمر، المحكوم عليهم في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات.

▪️ نبيل عبد المجيد المغربى، المتهم السادس فى قضية اغتيال الرئيس الراحل، أنور السادات، القيادى بتنظيم الجهاد، واللي حصل على عفو صحي من النائب العام.

❓ مين أبرز المفرج عنهم بعد تصديق المجلس العسكري على إعادة محاكمتهم؟
▪️ رفاعي طه، قيادي بالجماعة الإسلامية حكم عليه بالإعدام غيابيا عام 1992 في قضية العائدون من أفغانستان بتهمة الانتماء لتنظيم محظور والسعي لقلب نظام الحكم، وخرج وانضم للمجاهدين في سوريا وقتل في غارة أمريكية على جبهة النصرة عام 2016.

▪️ محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

▪️ محمد شوقي الإسلامبولي، أحد أعضاء تنظيم الجهاد، وشقيق خالد الإسلامبولي الذي قام باغتيال السادات.

▪️ مصطفى حمزة، القيادي في الجماعة الإسلامية، والمحكوم عليه بالإعدام بتهمة التخطيط لمحاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا.

2️⃣ في حكم محمد مرسي وجماعة الإخوان:

▪️ بعد تولي محمد مرسي الرئاسة استمرت قرارات العفو الرئاسي عن الإسلاميين والجهاديين، بالتوازي مع استمرار إجراءات إعادة المحاكمات العسكرية للجهاديين المحبوسين، وكان يصدق عليها وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي -الرئيس الحالي، وأبرز من خرج وقتها كان الجهادي أحمد سلامة مبروك.

▪️ خلال فترة مرسي، صدر فيها 9 قرارات عفو بأرقام :"58، و57، و75، و122، و155، و218، و89، و36، و211".

⬛ أهمهم كان في 26 يوليو 2012، حين أصدر مرسي قرارًا بالعفو 27 مسجونًا من الإسلاميين والجهاديين بينهم 9 من قيادات الإخوان المسلمين المتواجدين الخارج ، و18 اسم من الجهاديين المدانين في عدة قضايا.

❓ مين أبرز الجهاديين المفرج عنهم أيام مرسي؟
▪️ أبو العلا محمد عبد ربه، المدان باغتيال الكاتب فرج فودة عام 1992، وهو القرار الذي أدانته بشدة ابنة فودة.

▪️ عبد الحميد عثمان الشهير بـ"أبوعقرب" عضو الجماعة الإسلامية المدان باغتيال اللواء محمد عبد اللطيف الشيمي مدير أمن أسيوط السابق عام 1993.

▪️ أحمد سلامة مبروك، وبعد خروجه قاد عمليات ضد الجيش في سيناء، وذهب أيضا إلى سوريا، حتى قُتل في غارة أمريكية.