كيف غير "حساسين " جلده في أربع سنوات؟ رحلة النائب السابق من "تجارة الأعشاب المغشوشة" إلى بناء "الكمبوندات الفاخرة"
نقل تجارة الأعشاب إلى المغرب ولبنان هربا من الأحكام القضائية.. وعاد إلى مصر بعد سقوط الأحكام ليبدأ أعماله الجديدة في بناء العقارات
التصحيح
من
🔴 بعد أربع سنوات من الانزواء، عاد النائب السابق، سعيد حساسين للأضواء، عبر لقاء على قناة النهار، ولكن ليس بوصفه تاجرًا للأعشاب "المغشوشة"، بل بحلة جديدة وشكل جديد، ممثلًا عن إحدى شركات بناء "الكمبوندات الفاخرة".

◾ اختفى "حساسين" عن الشاشات، منذ العام 2020، بعدما ظل محميًا طيلة خمس سنوات بالحصانة البرلمانية من تنفيذ أحكام بالسجن للغش والتدليس في منتجات مركز "حساسين" للأعشاب الطبية، وتقديم علاجات وأعشاب مغشوشة مضرة بالصحة للمواطنين، وليست حاصلة على أي ترخيص من وزارة الصحة.

⚠️ صحيح مصر في هذا التقرير يتتبع رحلة النائب السابق من الخروج من مظلة الحصانة البرلمانية للهروب خارج البلاد من الملاحقة القضائية وحتى العودة إلى للعمل في العقارات والكمبوندات الفاخرة، بعد سقوط بعض الأحكام والتصالح في أحكام أخرى.

🔴 ملاحقة قضائية و حصانة برلمانية

◾ في العام 2014، أعلنت وزارة الداخلية ضبط آلاف العبوات من منتجات شركة "حساسين" للأعشاب الطبية لعدم تسجيلها بوزارة الصحة وخطورتها على صحة المواطنين، كما حذر جهاز حماية المستهلك المواطنين من شراء منتجات "حساسين" الطبية غير المسجلة بوزارة الصحة ووصفها بأنها "مجهولة المصدر"، وأكد على خطورتها على الصحة العامة، وتسببها فى انتشار الأمراض.

◾ وفي العام 2015، أصدرت محكمة جنح إمبابة، حكمًا بالحبس على سعيد حساسين لمدة 5 سنوات ونصف مع الغرامة، بتهمة النصب والغش وبيع المنتجات المغشوشة، وممارسة مهنة الطب بدون ترخيص وخداع المستهلكين.

◾ ولكن نجاح حساسين في نفس العام، في انتخابات مجلس النواب، عن دائرة كرداسة بمحافظة الجيزة، أبعده عن تنفيذ الحكم، وأصبح تحت مظلة الحصانة البرلمانية، واستمر ذلك لمدة خمس سنوات حتى العام 2020.

◾ وخلال فترة تواجده في البرلمان، تحت تلك الحصانة البرلمانية، استمرت المحاكم في إصدار قراراتها بالحبس على حساسين، في عدة محافظات مختلفة، وكلها مرتبطة، بعمله في الأعشاب الطبية المغشوشة، وقضايا أخرى متعلقة بتحرير شيكات بدون رصيد، ولكن ظل البرلمان يرفض طلبات المحاكم برفع الحصانة.

◾ ويقول محامي ضحايا أدوية وعلاجات حساسين، في حديث لصحيح مصر، إن محكمة النقض في العام 2016، أدانت حساسين نهائيًا في تهم طرح أدوية ومستحضرات طبية من إنتاج مصنع "حساسين" الخاص في كرداسة، وإيهام المستهلك بقدرتها على العلاج والشفاء من الأمراض المستعصية، وتبين إنها أعشاب مجهولة المصدر، ولم يصدر قرار من وزارة الصحة بالموافقة على تداولها، وتحريض المشاهدين على تناولها وشرائها من خلال القنوات الفضائية، فضلا عن طباعة نشرات طبية مرفقة مع المنتجات لإيهام المستهلك بأنها أمنة وفعالة. وبحسب حيثيات الحُكم، فإنه لا يمتلك رخصة مزاولة مهنة الطب.

🔴 نهاية الحصانة البرلمانية والهروب إلى الخارج

◾ بعد خروج حساسين من مظلة الحصانة البرلمانية، بنهاية مدته البرلمانية في 2020، حاول مرة أخرى الترشح في الدورة البرلمانية الجديدة، ولكن في أكتوبر 2020، أصدرت محكمة القضاء الإداري، قراراها بقبول دعوى استبعاد سعيد حساسين من سباق الانتخابات البرلمانية لصدور أحكام جنائية نهائية ضده، تمس نزاهته وسمعته، وهي أحد شروط الترشح للانتخابات.

◾ قبل أن يصدر قرار محكمة القضاء الإداري، كان حساسين مستعدًا لذلك، وهرب خارج البلاد إلى المغرب، ويقول أحد أقاربه، وهو شخص كان متصلا بعمله في الأعشاب وقريبًا منه قبل السفر، إن حساسين نقل منذ العام 2019، أعماله من تجارب الأعشاب وغيرها إلى دولتي المغرب ولبنان، حيث فتح فروعًا لمركز "حساسين للأعشاب الطبية" هناك، وسافر إلى المغرب خوفا من تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضده بعد نهاية الدورة البرلمانية في 2020.

◾ قبل سفره للخارج، باع حساسين قناة العاصمة، واستقر في المغرب، ومن هناك حاول تصفية القضايا الصادرة ضده وإقامة طعون على تلك الأحكام، وخاصة قضايا الغش التجاري، بحسب أحد أقاربه الذي وافق على التحدث إلى صحيح مصر رافضًا ذكر اسمه.

◾ وبحسب قريبه، ازدهرت تجارة حساسين في الأعشاب الطبية في المغرب ولبنان، واستغل المبالغ التي جمعها من تلك التجارة هناك للتصالح مع المتضررين من أعشابه المغشوشة في مصر.

🔴 التصالح مع المتضررين والعودة

◾ مُحامي عدد من ضحايا العلاجات المغشوشة، قال لصحيح مصر، إنه منذ العام 2019، ويحاول حساسين تصفية تلك القضايا عبر التصالح مع المتضررين من المستحضرات والعلاجات الطبية، ولكن قانون الغش التجاري، رقم 281 لسنة 1994 لا يسمح بتصفية تلك القضايا نهائيًا بالتصالح مع المتضررين، فقط يسمح بتخفيض العقوبات، لذلك خرج الحكم النهائي على النائب السابق في تلك القضايا بعد التصالح مع الضحايا بالحبس سنة.

◾ ورغم كثرة القضايا التي كانت ضد "حساسين" ومنها تحرير شيكات بدون رصيد، بحسب المحامي، والصادر فيها أحكام نهائية، وعلى سبيل المثال قضية رقم 4033 جنح مستأنف جنوب الجيزة والصادر فيها حكم بحبس حساسين في مارس 2016، ثلاث سنوات مع الشغل، لكنها سقطت بعدما رفض مجلس النواب وقتها، رفع الحصانة لتنفيذ الحكم.

◾ وفي قضايا الجنح، بحسب المحامي، يسقط الحكم الصادر بمرور 5 سنوات على آخر إجراء في مواجهة المدان. لذلك بالوصول إلى العام 2024، كانت قد سقطت جميع تلك الأحكام عن "حساسين"، وهو ما يؤكده أحد أقاربه، إذ يقول إنه عاد إلى مصر، هذا العام بعد التصالح في بعض الأحكام وسقوط بعض الأحكام الأخرى، وبدأ الاستثمار في العقارات عبر شركة "دروب" للاستثمار العقاري.

🔴 حساسين في ثوبه الجديد

◾ عاد "حساسين" إلى القاهرة- بحسب قريبه- منذ بداية العام 2024، وأغلق ملف نشاطه الطبي بشكل نهائي للأبد، بحسب تعبيره، وقرر الاتجاه للتطوير العقاري لاستثمار أمواله التي تحصل عليها خلال السنوات الأخيرة، واستثمار أموال العائلة أيضًا: "عائلة حساسين كبيرة وتقيلة في مركز كرداسة".

◾ وقال قريبه، إن سعيد حساسين لا يشغل عضوية رسمية في مجلس إدارة شركة دروب للتطوير والاستثمار العقاري، لكنه شريك بحصة في تلك الشركة، ووظيفته الحالية، ممثل عن مجلس الإدارة في التسويق الإعلامي لمشروعاتها.

◾ لذلك ظهر "حساسين" في الحوار التلفزيوني الذي أذيع على قناة النهار، ممثلًا عن شركة دروب للتطوير والاستثمار العقاري، ليعلن عن مشروعاتها الجديدة، والتي تضم كمبوند ومول تجاري في منطقة وصلة دهشور بمدينة السادس من أكتوبر، وقال إن "الشركة تنوي ضخ ما يقرب من 4 مليار جنيه في السوق العقاري".

◾ وبحسب الصفحة الرسمية للشركة على موقع فيسبوك، والتي ظهرت لأول مرة في يوليو الماضي، قبل حوالي شهر ونصف من الآن، لدى الشركة مشروع مشترك مع شركة سنترادا العقارية، وتتولى تنفيذ مشروع إقامة مول في الشيخ زايد يحمل اسم مول سنترادا هب الشيخ زايد.

◾ كما أعلنت عن تدشين مشروعها الحالي، الذي دفع حساسين للظهور التلفزيوني للإعلان عنه، وهو مشروع كمبوند "جونو بلازا" في الشيخ زايد، وأقامت الشركة حفلا في 12 أغسطس الماضي للإعلان عن تدشين هذا المشروع، وشارك في الحفل المطرب محمد حماقي.

◾ كما ظهر في الحفل، أحمد بدوي عضو مجلس النواب، والإعلامي طارق علام، والممثلة اللبنانية رزان مغربى، ولاعبي كرة قدم سابقين مثل ربيع ياسين وجمال عبد الحميد.