ما هو حق "الكد والسعاية" للمرأة الذي طالب شيخ الأزهر بإحيائه؟
التصحيح
من
🔴 قبل أيام، خرج شيخ الأزهر أحمد الطيب للمطالبة بإعادة إحياء فتوى حق "الكد والسعاية" للمرأة، وبرر ذلك بأن المستجدات العصرية أوجبت على المرأة النزول إلى سوق العمل ومشاركة زوجها أعباء الحياة.

⬛ وهي فتوى قديمة يعود تاريخها إلى عصر الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب، وتقضي بنصيب للمرأة في مال زوجها يصل إلى نصف ثروته سواء في حالة الطلاق أو الوفاة، وذلك نظير عملها ومشاركتها في تكوين تلك الثروة.

⬛ ولكن ما هي حكاية تلك الفتوى؟ وكيف يمكن العمل بها؟ وعلى من تنطبق؟ وما هي شروطها؟ وما علاقتها بقوانين مطبقة في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.


❓ ما هو حق الكد والسعاية؟
◼ الكد والسعاية تعني مساهمة الزوجة في زيادة ثروة زوجها، سواء ده كان براتب عن عملها أو من خلال ميراثها من أبويها أو أي من ممتلكاتها، وفقًا لأسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.

◼ وممكن يكون بمشاركتها زوجها بأموال تحصلت عليها قبل الزواج، سواء أعطته تلك الأموال مباشرة أو شاركت بتلك الأموال في الإنفاق على منزلها وأولادها خلال فترة الزواج.

◼ ويقول الدكتور كمال بلحركة، أستاذ باحث في كلية العلوم القانونية في المغرب، إن حق الكد والسعاية يشكل آلية عرفية قوامها العدل والإنصاف والاعتراف بالجميل، تضمن للأفراد المساهمين في تكوين الثروة الأسرية والعائلية أو تنميتها إمكانية المطالبة بحقوقهم المالية المترتبة عن مساهمتهم في تلك الثروة.


❓هل حق الكد والسعاية مقصور على الزوجة؟
◼ ليس للزوجة فقط.. الحق أيضا يشمل الأبناء والأقارب الذين ساهموا في تنمية واستثمار أموال الأسرة تطوعاً دون نصيب أو أجرة معلومة، وبالتالي لهم الحق في الحصول عليه عندما يطالبون به، بمقدار عملهم، وفقًا للباحث كمال بحركي في دراسة له.


❓ متى ظهرت تلك الفتوى لأول مرة؟
◼ في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، اشتكت له السيدة حبيبة بنت زريق استيلاء أهل زوجها المتوفى عمرو بن الحارث على تركت زوجها من مال وعقارات وغيرها وحرمانها منه.

◼ حبيبة قالت للخليفة عمر إن هذه الأموال والعقارات جمعتها هي وزوجها المتوفى من العمل معًا، فهي كانت تعمل في نسج وتطريز الملابس والعمائم، وكان زوجها يُتاجر بالمُنتجات التي تنسجها، حتى جمعوا هذه الأموال.

◼ عند ذلك، افتى عمر بن الخطاب بقسمة المال إلى نصفين، فأخذت حبيبة النصف، ثم حصلت أيضا على الربع من مال الزوج بالميراث، لأنه لم يكن لديه أولاد، وأخذ الورثة الباقي، ومن هنا افتى كثير من الفقهاء للمرأة بحق الكد والسعاية وفقا لتلك الواقعة، وده حسب رواية الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية.


❓ هل حق الكد والسعاية يتضمن الأعمال المنزلية اليومية؟
◼ لا يتضمن حق الكد والسعاية الأعمال المنزلية اليومية للمرأة في بيت زوجها، ويقول الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية: "تهيئة المرأة للزوج بيت مستقر هو دعم معنوي ولا يتم تقديم مال عليه أو تطبيق حق الكد والسعاية".


❓ ما هي أبرز المذاهب الفقهية التي عملت بهذا الحق؟
◼ المذهب المالكي هو الأبرز في الاعتراف بحق الكد والسعاية.

◼ وعمل فقهاء المالكية على تأصيل هذا الحق، بأن مالك بن أنس وأصحابه اتفقوا على أن كل امرأة ذات صنعة وسعاية مثل نسج وغزل ومحمل وغيرها شريكة لزوجها.


❓ هل هناك دول مسلمة تطبق حاليا حق الكد والسعاية أو قوانين مشابهة له؟
◼ المغرب من الدول العربية والإسلامية التي طبقت هذا الحق.

◼ وهناك عدد من القضايا حكم فيها القضاء المغربي للزوجة بناء على حق الكد والسعاية بنصف مال زوجها سواء بعد وفاته أو بعد الطلاق.

◼ في تونس، أقر القانون الصادر عام 1998 نظاماً للاشتراك في الملكية بين الزوجين لتكريس التعاون بين الزوجين في تصريف شؤون العائلة.

◼ وحسب تقرير منشور في موقع رصيف 22 "يحمي هذا القانون حقوق الزوجة التي التحقت بسوق العمل وشاركت الزوج في تحمل الأعباء المالية للأسرة، وأصبحت تساهم من مالها الخاص في شراء المسكن العائلي".

◼ نظام الاشتراك في الأملاك بين الزوجين في تونس نظاماً مالياً اختيارياً يتفق عليه الزوجان.

◼ منح القانون التونسي للزوجين الحرية التامة في اختيار النظام المالي الذي يرغبان في الخضوع له، واعتبر الزواج المبرم على رأي الزوجين في نظام الأملاك الزوجية، بمنزلة اختيار لنظام التفرقة في الأملاك، حسب تصريحات الناشط الحقوقي فارس المالكي لرصيف 22.


❓ كيف تثبت الزوجة حق كدها والسعاية؟
◼ المادة 49 من قوانين الأحوال الشخصية في المغرب تسمح للزوجين بتوقيع اتفاقية تنظم ما سيجمعوه من أموال خلال فترة الزواج وتقسيمه بعد الانفصال أو بعد وفاة أحدهما.

◼ إذا لم يكن هناك اتفاق يكون الرجوع للقواعد العامة للإثبات، مع حساب بدقة ما قدمه كلا الزوجين من أموال خلال فترة الزواج.

◼ وتحصل الزوجة على حقها من زوجها بعد الطلاق بناء على إقرار الزوج بحق زوجته في ماله وثروته بناء على ما أنفقته خلال فترة الزواج، ويكون الإقرار بإرادته وأمام شهود أو توثيق هذا الإقرار قانونيًا قبل الوفاة أو قبل الطلاق.

◼ عدم طعن الزوج إذا طالبت الزوجة بعد الطلاق قضائيا بحقها في ثروته بناء على حق الكد والسعاية.

◼ إذا تصالح الزوجين على حق السعاية عند الطلاق أي اتفقا دون اللجوء للقضاء على اقتسام الثروة مع الطلاق وتوثيق ذلك.

◼ وجود عدد من الشهود على مشاركة الزوجة في بناء ثروة زوجها، إذ رفض الزوج في حالة الطلاق أو الورثة في حالة الوفاة الاعتراف بنصيب المرأة في تلك الثروة.

◼ ويتقدم الشهود بأقوالهم أمام القاضي، وهي واحدة من أهم وسائل الإثبات المعتمدة في دعوى حق الكد والسعاية في المغرب، وفقًا لدراسة الباحث كمال بلحركي، الصادرة بعنوان حقوق المرأة والطفل العاملين عند علماء النوازل المغاربة: "حق الكد والسعاية نموذجا".


❓ هل يحتاج تطبيق حق الكد والسعاية إلى تعديل تشريعي لتطبيقه في مصر؟
◼ وفقًا لعضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، محمد عليوة، لابد من إجراء تعديلات تشريعية لعدد من القوانين زي قوانين المواريث وقانون الأحوال الشخصية أو إصدار قوانين وتشريعات جديدة تتناسب وتضمن تطبيق حق الكد والسعاية.


❓ هل هناك قوانين مشابهة في دول أخرى تعطي الحق للزوجة في ثروة زوجها؟
◼ معمول بهذه القوانين في الولايات المتحدة الأمريكية ودول مثل بريطانيا وإسبانيا وفرنسا.

◼ عندما تمنح المحكمة الطلاق، تُقسم الممتلكات بشكل منصف "ليس بالتساوي دائمًا" بين الزوجين، بموجب قانون التوزيع العادل.

◼ وأثناء إجراءات الطلاق تفرض تلك القوانين على الزوجين إبلاغ المحكمة بدخلهما وأي ديون عليهما.